لراضي المؤدب (المرشح السابق لرئاسة الحكومة) في حوار شامل لـ «التونسية» : أقول للسياسيين «رفقا بتونس واتّقوا الله في التّونسيين»
07/11/2013 15:41
تونـــــس هــــــي
حزبـــــــي الوحيد
«ما نشوفش روحي
في الحكومة القادمة»
التونسية (تونس)لم يكن الراضي المؤدب إسما تقليديا في الساحة السياسية لا قبل 14جانفي 2011 ولا بعده، وشكّل اقتراحه لرئاسة حكومة الكفاءات الموعودة مفاجأة «سارة» لكثيرين، فإبن الوطن القبلي خريج مدرسة البوليتكنيك الفرنسية والمدرسة الوطنية العليا للمناجم بباريس والمعهد الدولي للقانون التنموي بروما، عمل في شركة فسفاط قفصة طيلة خمس سنوات(1977-1982) وهي محطة طبعت حياته إلى اليوم حتى أنه يدعو رئيس الحكومة المقبل إلى أن يعقد مجلسه الوزاري الأول في الحوض المنجمي.
أنشأ المؤدب سنة 1987 مكتب دراسات متعدد الاختصاصات في مجالات الهندسة والاستشارة والعقارات ، وأسس مجموعة «عمل وتنمية متضامنة» لتكون إطارا لتحقيق جانب من رؤيته الإستشرافية، و اصدر بعد الثورة كتابا بعنوان «معا لنبن تونس الغد».
عرض عليه في 8فيفري 2012 منصب محافظ البنك المركزي وفي 14 فيفري2013 عرض عليه منصب وزير منسق للشؤون الاقتصادية و المالية ولكنه لم يحمل لقب وزير يوما...
والسيد الراضي المؤدب عاشق للطيب صالح ولموسيقى مارسيل خليفة ومحب للهادي قلة(صاحب الأغنية الشهيرة بابور زمّر») وهو إلى ذلك كاتب افتتاحيات في الزميلة «المغرب» وعضو مجلسها التحريري ...
في مكتبه بالطابق الخامس بالمركز العمراني الشمالي كان لقاؤنا ...
لأي حزب سياسي ينتمي الراضي المؤدب؟
ـ أنا لا أنتمي إلى أي حزب، إنتمائي الوحيد لتونس ، هي حزبي الوحيد.
وهل يوجد شخص ما على عتبة الستين لم يمارس السياسة؟
ـ وهل ترك لنا بن علي المجال لممارسة السياسة طيلة 23 سنة ؟
أنت من مواليد ٢٩ماي 1954 أي أنك من جيل بورقيبة وكانت الجامعة في السبعينات مرجلا سياسيا؟
ـ لم أمارس السياسة في الجامعة لأني درست خارج تونس، كانت دراستي أولوية في حياتي ثم أردت أن أخدم بلادي بما اكتسبته من مهارات فكانت فسفاط قفصة محطتي المهنية الأولى طيلة خمس سنوات، كان عمري وقتها 23 سنة «عرفت بلادي وقتها من الناحية السوسيولوجية والاقتصادية والاجتماعية «تعلمت برشة حاجات» في ذلك الوقت ولكني فضلت أن أظل خارج الممارسة السياسية «ما لقيتش روحي» في حتى حزب سياسي لا قبل الثورة ولا بعدها.
هل أنت أصيل دار شعبان الفهري؟
ـ نعم، أبي من دار شعبان وأمي من «الفهري».
هل ترتبط بصلة مع مسقط رأسك؟
ـ طبعا، وأحرص على ألا أتخلف عن المناسبات العائلية والأعياد.
أثار تصريحك بأنك لا تعلم من هي الجهة التي رشحتك لرئاسة الحكومة استغراب الكثيرين؟
ـ الغرابة ليست في تصريحي، ربما كانت في ما حدث فعلا، ما صرحت به هو ما وقع ، فأنا إلى اليوم لا أعلم من هي الجهة التي طرحت إسمي على طاولة الحوار الوطني كمرشح محتمل لرئاسة حكومة الكفاءات التي يفترض ان يفرزها الحوار حسب خارطة الطريق التي وضعتها المنظمات الراعية بقيادة الإتحاد العام التونسي للشغل «برشة كلام متضارب»سمعته مثلما سمعه كثير من التونسيين ولكن لم يتصل بي أحد ليخبرني بأنه هو من رشحني للمهمة.
الم تتصل بالقيادات السياسية؟
ـ هم الذين اتصلوا بي.
من إتصل بك؟
ـ كلهم وإلتقيتهم جميعا
هل لاقيت راشد الغنوشي؟
ـ نعم
كيف كان اللقاء؟
ـ كان في بيته لمدة ساعتين بحضور إثنين من قيادات «النهضة»
هل من بينهما حمادي الجبالي أمين عام الحركة؟
ـ لا.
من هما إذن؟
ـ لطفي زيتون وحسين الجزيري.
بعد ساعتين من الحديث ماذا كان موقف راشد الغنوشي منك؟
ـ كان لقاء لطيفا ساده الاحترام المتبادل في مستوى عال من الحفاوة ، تبادلنا الآراء ولم نكن متفقين في كل شيء ولكني عبرت عن مواقفي بكل عفوية ودون حسابات سياسية ظرفية وقدمت تصوري لما ينبغي أن يتخذ من إجراءات للخروج من الأزمة الاقتصادية و السياسية التي تمر بها بلادنا ، وبدا لي أن «النهضة» تراني أقرب إلى الإمساك بالقطب الاقتصادي أكثر منه رئيسا للحكومة.
هذا ما شعرت به أنت؟
ـ نعم.
والأحزاب المصنفة على أنها تقدمية بمن إلتقيت من قياداتها؟
ـ «قابلت برشة ناس» حمة الهمامي مثلا.
وقائد السبسي؟
ـ قابلته سابقا لكن هذه المرة إلتقيت الطيب البكوش أمين عام حركة «نداء تونس».
وأحمد نجيب الشابي رئيس الهيئة السياسية العليا للحزب الجمهوري؟
ـ قابلته سابقا «موش المرة هاذي».
ما الذي كان مطلوبا منك لتكون مرشحا مثاليا لرئاسة الحكومة؟
ـ والله المطلوب يتغير من حزب لآخر.
«النهضة» ماذا طلبت منك؟
ـ لم تطلب مني «النهضة» ان أكون رئيسا للحكومة، كانت تفضل أن أكون جزءا من حكومة مقبلة مكلفا بالملفات الاقتصادية والمالية.
في صورة تشكيل حكومة كفاءات أو انتخابات هل تقبل أن تكون عضوا فيها؟
ـ هناك فرق بين الفرضيتين، بين ان تكون حكومة كفاءات أو حكومة انتخابات ، ثانيا انا أفضل ان نترك لرئيس الحكومة إن صح أنه سيتم الاتفاق على شخص ما لهذه المهمة الحرية ليشكل فريق عمله بعيدا عن المحاصصات والضغوط الحزبية من هذا الطرف أو ذاك حتى نوفر له شروط النجاح، «ما نشوفش روحي» في الحكومة القادمة.
بنبرة ساخرة صرحت في راديو «موزاييك» بأنك لا ترى نفسك عضوا في الحكومة القادمة لأنك رجل أعمال ولست رجل دولة؟
ـ الحمد لله أنك أشرت إلى نبرة حديثي، لأن البعض فهم كلامي على محمل آخر غير الذي قصدته، أردت أن أعبر عن موقفي من مقاييس الاختيار إن كانت هناك مقاييس فعلا وكيف يعتبر المرء رجل دولة أو لا في بلادنا ، بارك الله فيك أنا فرحان لأنك فهمت قصدي.
هل قطعت الأمل في رئاسة الحكومة؟
ـ «ما عنديش امل» أنا لست مترشحا لهذه المهمة أو لغيرها، أنا جاهز لخدمة بلادي هذا هو الأهم، انا مترشح لخدمة تونس بصدق ونزاهة.
ما الذي يتعين على رئيس الحكومة المقبلة أن يقوم به للخروج من المأزق؟
ـ الأولويات متعددة، أبدأ بالأمن، عليه أن يجد الصيغة الملائمة لضمان امن التونسيين ويبعث فيهم روح الطمأنينة وهنا لا بد من إدراك أن القضية ليست محلية فأمننا مرتبط بأمن جيراننا.
الدولة غائبة في ليبيا؟
ـ ليبيا ليست كل جوارنا، هناك الجزائر الدولة القوية صاحبة التجربة في مقاومة الإرهاب وتفكيكه، علينا ان نوثق التعامل معها في هذا المجال.
قد يرى البعض في هذا التعاون تدخلا في الشأن الداخلي تماما مثل قراءة إستقبال بوتفليقة لقائد السبسي والغنوشي؟
ـ الإرهاب الذي يتهددنا ليس مشكلة تونسية فقط بل هو خطر يتهددنا كما يتهدد جيراننا ، هو مشكلة إقليمية ومعالجتها تتم بتضافر الجهود بين دول المنطقة ، «ما ثماش» تدخل أجنبي في هذا المجال ، نحن نتعامل على نفس المستوى، نحن لا نختار جغرافيتنا هناك جوارنا الأوروبي ايضا لأن قوارب الهجرة السرية ربما ستنقلب إلى قوارب أسلحة إن لم نجد حلا لمعضلة الإرهاب.
هل هذا تحليل شخصي أو يستند إلى معلومات؟
ـ هو قراءة شخصية لما يجري حتى لا نفاجأ بتطور الأحداث فالتهريب صنو للإرهاب.
ما هو التحدي الثاني لرئيس الحكومة المقبلة؟
ـ لا يوجد رقم 2 في مسؤوليات الحكومة القادمة، هي حزمة إجراءات متلازمة ضمن خطة شاملة للخروج من الأزمة، ففضلا عن معالجة ملف الإرهاب على الحكومة القادمة أن تعيد الأمل والثقة إلى نفوس كل التونسيين.
كيف والوضع الاقتصادي متأزم؟
ـ لا بد من تعبئة كل طاقات البلاد وأنا أقترح أن يكون اول مجلس للوزراء في منطقة الحوض المنجمي «يمشي يعدي نهارين غادي» ولا يكتفي بساعات لزيارة مجاملات عليه ان ينصت إلى قوى المجتمع المدني وإلى الأحزاب السياسية والمثقفين وكل الفاعلين الإجتماعيين يسمع الناس يشوف شنوة مشاكلهم.
لماذا الحوض المنجمي؟
ـ أولا لأن مساهمة قطاع الفسفاط من المعيار الثقيل في الاقتصاد التونسي و لان كل أبناء الجهة يعيشون تهميش جهتهم كمظلمة تاريخية و لانه لو لم نخسر 2مليار دولار بسبب توقف عجلة الإنتاج في شركة فسفاط قفصة منذ الثورة لما اضطررنا للبحث عمن يقرضنا و أخيرا لانه شخصيا تربطني بالحوض المنجمي علاقة متينة منذ كان عمري 23 سنة، «عديت» خمس سنوات في المتلوي
زار كثير من الوزراء في حكومات ما بعد 14 جانفي منطقة الحوض المنجمي ولكن لم تتوقف الإضرابات والإعتصامات؟
ـ المطلوب أن ننصت لشواغل مواطني المنطقة ونتقاسم معهم الأفكار ، في اكتوبر 2011 أصدرت كتابا بعنوان «معا لنبن تونس الغد تونس الحداثة والتضامن والتميز» وكانت قفصة محطتي الأولى للتعريف بهذا الكتاب الذي يتضمن مشروعا لتطوير تونس وقد أنبهرت بما لأبناء الجهات من نظرة ثاقبة لمشاكل جهاتهم وتصور طموح بالخروج بها نحو غد أفضل هذا وإني أهديت الكتاب لعدد من السياسيين لعلهم يجدون فيه ما يساعدهم على تحقيق الرقي الاقتصادي واستنباط مثال تنموي جديد يستجيب إلى طموحات شعبنا و تطلعاته.
لا وقت لرجال السياسة للقراءة؟
ـ ربما، فبلاتوهات التلفزيونات قد تكون أهم من الإطلاع على مؤلف مهما كانت أهميته تونس تحتاج إلى التفكير واستنباط منوال تنموي جديد، علينا ألا نكتفي بالبحث عن تحقيق النمو بل تحقيق التنمية بشكل عادل بين الفئات والجهات و الأجيال أكثر من حاجتها لبلاتوهات الجدل السياسي المحض.
ألا تشعر بعد أن سقطت من غربال الحوار الوطني ان نقطة ضعفك هي انك غير مسيّس؟
ـ ماذا تعني كلمة مسيّس؟ هل هي التحزب؟ السياسة هي الاهتمام بالشأن العام وليست «تكمبين وتشكيب وتدربيك».
ماذا يتعين ايضا على الحكومة القادمة أن تفعله؟
ـ ملف التنمية واسع، على الحكومة أن تطمئن المستثمرين المحليين والأجانب ، يجب أن نرجع الثقة للسياح ليعودوا إلى الوجهة التونسية.
الكلام سهل ولكن السياح الألمان هجروا تونس منذ حادثة «الغريبة»
مثلا؟ فضلا عن الأزمة الهيكلية العميقة للقطاع منذ عشر سنوات؟
ـ لا ينبغي أن نستسلم، علينا أن نخاطب السياح الفرنسيين مثلا الذين تراجع اهتمامهم بالوجهة التونسية وعوضناهم بسياح أوروبا الشرقية الذين لا ينفقون مثل السائح الفرنسي والإيطالي « ما يلزمش نغطيو الشمس بالغربال» علينا أن نسأل أنفسنا لماذا هرب هؤلاء ؟ وعلينا أن نخاطبهم بصراحة « نقولو الحقيقة» نقول لهم بأننا نتقاسم وإياهم القيم نفسها «يلزم نقولولهم إن ما يجمعنا هو قيم مجتمعية مشتركة».
هذا الخطاب يقنع السياح؟
ـ هذا الخطاب يؤثر في صناع القرار في هذه البلدان ، علينا أيضا ان نشرع في الإصلاحات الجوهرية والهيكيلة.
هي حكومة مؤقتة؟
ـ عليها أن تعمل بمنطق «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا».
لو فعلت ذلك لاتهمت بأنها تلغم الأوضاع للحكومات اللاحقة؟
ـ تونس ليست ملكا لأحد، لا حكومة قائد السبسي ولا هذه الحكومة قامت بإصلاحات جوهرية « خلاو لبعضهم البطاطا السخونة»، ماذا ننتظر لإنجاز الإصلاح البنكي؟ هذا ملف معقد ومكلف وضروري لأن لا سبيل لتنمية بقطاع بنكي هش تحيط به المخاطر ، على الحكومة القادمة ان تقوم بهذه الخطوة الجريئة بالتشارك مع المنظمات المهنية والاجتماعية لتحقيق تنمية متضامنة لا بد أن يشعر التونسيون انهم في سفينة واحدة وبأن مصلحتهم في تكاتفهم وإذا كان بوسعنا ان نأخذ القرارات الضرورية اليوم فعلينا القيام بذلك لا تأجيل الملفات إلى من سيأتي لاحقا مهما كانت هذه القرارات مؤلمة وموجعة.
هل يتطلب ذلك هدنة إجتماعية كما يردد البعض؟
ـ علينا ان نكون واقعيين، لا يمكن أن تطلب من العامل أن يتخلى عن حقوقه في ظل تضخم الأسعار «ما يمكنش نطلب هدنة اجتماعية بهذا الشكل»، لا بد من التضامن بين مختلف التونسيين.
كيف يمكن ان نفهم ان تونس هي الأولى في عدد الأثرياء في المغرب العربي والبلاد في أزمة إقتصادية؟
ـ هذا يؤكد ما قلته سلفا ، علينا ان نؤسس لمنوال تنموي تضامني بين الأجيال والفئات والجهات ، أهم المشاكل بالنسبة لحكومات ما بعد 14 جانفي هو تحقيق نسبة النمو التي تحققت في ظل حكم بن علي سنة 2010 وما سبقها وكأنها هدف في حد ذاتها، إن كان الأمر كذلك فلماذا قامت ثورة اصلا؟ المشكل ليس في نسبة النمو بل في تحقيق التنمية والتوزيع العادل للثروات وعائدات النمو وتشريك كل شرائح المجتمع في خلق هذه الثروات والانتفاع منها والمؤسف أن هذا المنطق يتواصل إلى اليوم، النمو بمفرده غير كاف بل لا بد أن يفضي إلى تنمية حقيقية وبصراحة لا ارى ضمن القائمات الطويلة والمتوسطة والقصيرة للمرشحين لرئاسة الحكومة من له الإستعداد الفكري والمنهجي لتحقيق هذه النقلة النوعية الضرورية.
من بين المترشحين أب الديمقراطية كما وصفته «النهضة» أحمد المستيري؟
ـ هو رجل دولة أكن له شخصيا تقديرا جمّا ساهم في تحرير تونس وبناء الدولة الوطنية غادر الساحة من الباب الكبير وشخصيا لا أتمنى له العودة من الشباك الصغير.
من هو مرشحك الأفضل ضمن الرباعي(المستيري، النابلي، الناصر، عياد)؟
ـ «ما عنديش مرشح مفضل» لأني لا أرى في أي منهم من تتوفر فيه كل الصفات التي تحتاجها تونس في هذه المرحلة.
بمن في ذلك مصطفى كمال النابلي؟
ـ هو صديق.
يتمتع بخبرة حكومية؟
ـ صحيح كان وزيرا للتخطيط والتنمية في حكومات بن علي لمدة خمس سنوات.
كلامك فيه تلميح سلبي؟
ـ لا انا أوردت معلومة يعرفها الجميع وتستجيب إلى إحدى المواصفات التي قد تكون اعتمدتها لجنة المسار الحكومي.
مصطفى كمال النابلي قدم استقالته من حكومة بن علي ولو عرض عليك العمل لكنت قبلت؟
ـ هذا إفتراض منك ولكن عرض عليّ سنة 1992 الانضمام للحكومة ولكني إعتذرت.
هل قلت لبن علي لا؟
ـ لم أتصادم مع النظام ولكني وجدت الصيغة المناسبة، فقد اتصل بي السيد المنجي صفرة آنذاك وطلب مني سيرتي الذاتية ثم قابلت مستشارين بالرئاسة هما الصادق شعبان وبشير التكاري، سألني الصادق شعبان عن اهتماماتي فأخبرته بأني أطالع بثلاث لغات سألني. ماذا اطالع أجبت بأن الخيط الرابط بين مطالعاتي هو حقوق الإنسان ، ومن الواضح انه فهم الرسالة فقد صافحني قائلا «معرفة طيبة وإن شاء الله نبقى على تواصل» وانتهت القصة.
لم تخبره بأنك من عشاق الروائي الطيب صالح ومارسيل خليفة والهادي قلة؟
ـ كانت عبارة حقوق الإنسان كافية لتحقيق الهدف.
ما تعليقك على الترفيع في ميزانيات رئاسات الجمهورية والحكومة والمجلس التأسيسي؟
ـ بصراحة لا وجود لأي مبرر لهذا الترفيع في ميزانية 2014 ، «موش وقتو» اليوم نتحدث عن سياسة تقشف تبدأ برسائل قوية من السلطة السياسية، مثل التخفيض من عدد الوزراء والمستشارين الذين يتجاوز عددهم المائة وهذا الرقم لا يتماشى مع إمكانيات بلادنا ولا مع المردود المنتظر من هؤلاء ...لا يوجد أي منطق في هذه الكثرة غير الوظيفية مع الأسف بقيت ثقافة الولاء لا الكفاءة هي المهيمنة.
هل هو طبيعي أن يكون لرئيس الحكومة وزير مستشار للمالية مواز لوزير المالية؟
ـ غير طبيعي ولكن يمكن أن نفسر ذلك بـأن السيد سليم بسباس «نهضة» أو على الأقل هو موال لها وربما يرتاح له رئيس الحكومة أكثر من وزير المالية وهذه الممارسات تذكرنا بما كان معمولا به في زمن بن علي بين حكومة في القصبة وحكومة موازية في قرطاج.
مرت ذكرى تأسيس البنك المركزي 3نوفمبر 1958 وكأنها لا قيمة لها؟
ـ واين الغرابة في ذلك فقد مر عيد الاستقلال بشكل عابر؟ بل إن عيد الجمهورية كان سيمر في الخفاء لو لم يشهد إغتيال محمد براهمي ، «ماعادش معترفين بالأعياد الرسمية».
هل تتلمذت على الأستاذ الشاذلي العياري محافظ البنك المركزي؟
ـ لا لم أتتلمذ على يديه، درست على أساتذة أحرزوا على جوائز نوبل في الإقتصاد من بينهم Maurice Allais في المدرسة العليا للمناجم بباريس وEdmond. Malinvaud أب الإحصائيات في فرنسا وأساتذة آخرين ليس من بينهم سي الشاذلي العياري الذي تربطني به علاقات ود واحترام متبادل.
ترأس جمعية العمل والتنمية المتضامنة التي تهدف إلى منوال تنموي جديد لتونس، هل تغير منوال التنمية بعد 14 جانفي؟
ـ مع الأسف لا ، كل الحكومات بعد 14 جانفي حددت سقفها بتحقيق نتائج نمو 2010 وهذا غير كاف لتحقيق مطالب الثورة من الشغل والعدالة الاجتماعية هذه الحكومات لم تفهم أن منوال التنمية يجب ان يكون اجتماعيا وتضامنيا ومدمجا.
أين كنت يوم 14جانفي 2011؟
ـ كنت في باريس، هل توقعت أن أقول لك إني كنت في شارع بورقيبة يومها؟ علينا أن نكون نزهاء مع أنفسنا، لست في العشرين من العمر وإيماني بالثورة لا يعني بالضرورة أن أخرج في مسيرات ومظاهرات، لكل اسلوبه ولكل جيل تعبيراته، كنت في مهمة عمل في ذلك الوقت، الثورة ليست مظاهرات، كل واحد يعيشها بطريقته،هل يجب ان يحرق كل الشبان أنفسهم ليصح وصفهم بالثوريين؟ هذه سطحية وتبسيط للموضوع، على كل منا أن يساهم في الثورة من موقعه ويثريها بأفكاره وتجربته.
هل مازلت فاعلا صلب مجلس تحرير جريدة «المغرب»؟
ـ ليس كالعادة، إبتعدت منذ بضعة اشهر، منذ خمسة اشهر لم أكتب أية مقالة، كنت أكتب إفتتاحيتين في الشهر.
إبتعدت منذ إستلام رجل الأعمال المنصف السلامي رئاسة مجلس الإدارة؟
ـ لا يوجد ربط بين الحدثين، انا مستقل وأدافع عن استقلاليتي بقوة.
ألا يمثل زواج المال بالإعلام والسلطة خطرا على الإنتقال الديمقراطي في تونس؟
ـ بالتأكيد، لا يعقل أن من لهم المال أن يحتكرون القنوات التلفزية والإذاعية والصحف وينشئون أحزابا أيضا على مقاسهم فهذا يهدد حرية الصحافة كما يهدد الحياة السياسية كلهم يحلمون بالسلطة هذا خطر على تونس « الناس الكل تجري وراء الحكم» وهذا يصح علينا في تونس وخارجها غربا وشرقا «ناس تحلم بالحكم إما مباشرة أو بالوكالة»...أنا لست معنيا بهذه الظاهرة.
ماذا بعد تخفيض وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني لبلادنا وهي رابع وكالة تقوم بهذا الإجراء؟
ـ خفضت وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني لتونس بدرجتين وقالت إنها يمكن أن تجري مزيدا من التخفيض بسبب حالة الاضطراب السياسي وأثره على الحالة الاقتصادية بالبلاد.
هذا الإجراء منتظر وينتظر انه بعد أشهر سيتم تخفيض آخر إن لم نتخذ الإجراءات الضرورية ، مع العلم بأن هذا القرار لم يأخذ بعين الاعتبار العمليات الإرهابية التي جدت مؤخرا أضف إلى أن قرار التخفيض وضع تونس تحت المراقبة السلبية وهذا يؤشر لتخفيض جديد إن لم نقم باتخاذ التدابير الضرورية خلال الأشهر الثلاثة القادمة.
كيف ترى تطور الأحداث؟
ـ علاش وصلنا لهذا؟ هذا هو السؤال ، انا تصورت بعد اغتيال محمد البراهمي أن المطلوب هو حكومة كفاءات فإذا بنا ننسى الشأن الاقتصادي والاجتماعي مقابل الحديث عن كفاءات سياسية وهذه مسؤولية كل الطبقة السياسية ، وأنا أعتقد لو تنتظم انتخابات في هذه الظروف فلن تثير إهتمام التونسيين الذين تخلف نصفهم عن إنتخابات 23 أكتوبر 2011 .
إلى أين تتجه البلاد بعد تعليق الحوار الوطني؟
ـ المخاوف حقيقية ولكن إن شاء الله خير ولكن علينا أن نضمن شروط هذا الخير، والخروج من الأزمة مشروط بتجاوز المأزق السياسي.
ما هي علاقتك بالرئيس المرزوقي؟
ـ أهديته نسخة من كتابي وأعتقد أنه كرجل مثقف قام بتصفحه على الأقل، كما تمت دعوتي للمشاركة في الوفد الرئاسي في زيارته لفرنسا في جويلية 2011 ...كنا في نفس الطائرة كما لاقيته مرة في قصر قرطاج بمناسبة ندوة كنت منسقها ...
هل أخبرك أحد بسبب سقوطك من غربال رئاسة الحكومة؟
ـ لا ... هم ألقوا بي في الغربال وأسقطوني دون أن أعلم لا في المرة الأولى ولا في الثانية.
ألم تسأل أحدا؟
ـ لا أبدا منطلقي هو خدمة تونس، لا أجري وراء أي منصب.
كيف تختم هذا الحوار؟
ـ أقول للطبقة السياسية «رفقا بتونس واتّقوا الله في التونسيين».
محمد بوغلاب
No comments:
Post a Comment