درشبيجل: لاجئون سوريون يعرضون كلاهم للبيع في بيروت
جيل مفقود لا يعرف المدارس مشحون بالحقد ورغبة الموت
يصعب على المرء تقدير حجم وخطورة الكارثة الإنسانية التي حلّت بالشعب السوري بعد حوالي ثلاث سنوات من الحرب الداخلية الدامية. ربما كانت بعض الصور المتلفزة القصيرة التي تظهر حال الخراب والدمار في شوارع المدن السورية كافية لتبيان مؤشرات بسيطة على وقوع أكبر كارثة إنسانية في التاريخ المتمدن الحديث...
معالم هذه الكارثة الإنسانية بدأت مؤشراتها تظهر في المخيمات السورية المنتشرة في ألمانيا وفي أوروبا والعالم... إن ما توفّر من إحصائيات يكشف أن جيلا بكامله من الأطفال السوريين يعيش حاليا من دون مدارس ولا يتقن القراءة والكتابة، وأن جيلا بكامله من الشباب السوريين، إندفع في ظلّ العوز والحاجة إلى بيع أطفاله وأعضاء جسمه في سوق التجارة بالبشر!.
لقد تحوّلت "حال الطوارىء" التي يفترض أن تكون "إستثنائية" إلى نمط حياة تقليدية وعادية داخل المدن السورية. أدى غياب الطبابة إلى إنتشار وباء "شلل الأطفال"، وأدى غياب المدارس إلى إنتشار الأمّية والجهل، وأدى غياب الضمانات الإجتماعية والإستقرار الإجتماعي الطبيعي إلى الجوع والفقر والبحث عن مخيم في دول العالم.
هي كارثة أين منها كارثة فلسطين ومخلفاتها الإجتماعية والإنسانية. وحدها قوة الصدمة الإجتماعية وترداد تفاعلاتها اليومية تخفّف من حدّتها ومصيبتها. لقد كشفت نتائج الإحصائيات التي أجرتها مؤسسات وجمعيات الرعاية الإنسانية الألمانية داخل المخيمات السورية عن وجود "جيل سوري ضائع" يعيش اليوم من دون ضمانات إجتماعية وصحية ومن دون تعليم، لا يملك أكثر من حق الإندفاع بإتجاه المزيد من العنف.
غياب المدارس والعلم
تنقل دراسة أعدتها الطبيبة الألمانية كورنيليا شيفر من معهد "الشؤون الإجتماعية" في برلين، جانبا من أحوال العيش التي يرزح تحتها مجموعة من صبية إلتقتهم بالقرب من مدينة حلب. جاء في الدراسة أن عددا كبيرا من الصبية دون الخامسة عشر من عمرهم يعيشون تحت القصف المتواصل ويجهلون معاني المدرسة والعلم. جيل يعيش مع الوالدة منتظرا عودة الوالد (الذي لا يعرفه). الأخبار القليلة التي يلتقطها الشبان غير مؤكدة وهم يجهلون أسباب القتال وجغرافيا المعارك. وإلى ذلك، فإن أجواء الشحن النفسي وتعابير الحقد والكراهية هي السائدة، وهي تدفع دائما بإتجاه المزيد من العنف ومتابعة القتال.
وإلى ذلك، يكشف تقرير صادر هذا العام عن الأمم المتحدة حول "الأطفال في مناطق الحروب" عن جود حالات إغتصاب وتعذيب للأطفال لأسباب سياسية أو إنتقاما من أهلهم. ويشير التقرير إلى أن العديد من وفيات الأطفال أو جراحهم تقع داخل المنازل وتعود أسبابها إلى معارك الأحياء والشوارع، حيث لا توجد تفرقة بين المدنيين والعسكريين، وإلى حالات القصف المتواصل للأحياء السكنية.
يسجل تقرير الأمم المتحدة حول "الأطفال في مناطق الحروب" وقوع إصابات وحالات تشوّه وإعاقة جسدية بين الأطفال والسكان المدنيين بسبب إستخدام الأسلحة الكيميائية.
ويخلص تقرير الأمم المتحدة إلى نتيجة أن ربع سكان سوريا (نصفهم تقريبا من الأطفال) هم في حال الهرب الدائم والبحث عن ملجأ يحميهم من الموت، وإلى أن حوالي 10 بالمئة من سكان سوريا (نصفهم من الأطفال) لجأوا إلى ديار خارجها، وباتوا جيلا ضائعا، سواء في مخيمات أو عند أهل وأقارب، ما يعني أن جيلا سوريا بكامله، لا يعرف المدارس ولا يعرف وجهة لمصيره في ظلّ حالات التشنّج وإرتفاع وتيرة المعارك والنزاعات.
تجارة بيع البشر
الخطير والمخيف، هو ما نشرته مجلة "درشبيغل" في عددها الإسبوعي الجديد، حول إزدهار تجارة بيع أعضاء البشر بين أوساط اللاجئين السوريين، وكذلك أيضا، تنظيم هذه "السوق السوداء" المرعبة في خلايا وعصابات "مافيا" دولية تعمل على "الترويج" لهذه البضاعة الإنسانية في أنحاء العالم.
وتلفت الصحيفة الألمانية، إلى أن إزدهار هذا النوع من التجارة السوداء بين الشباب السوريين أدّى إلى هبوط الأسعار وإلى الدخول في "بورصة المنافسة التجارية"... هنا تنقل "درشبيغل" في عددها الإسبوعي الجديد أن سعر "كلى" لاجىء سوري هبط الأسبوع الماضي إلى النصف في بورصة بيروت... من 14 ألف دولار إلى 7 آلاف دولار!.
المجلة الألمانية دخلت إلى أوساط عصابة للتجارة بأعضاء اللاجئين السوريين، وتحدثت إلى منظمي ومروّجي هذا النواع من التجارة السوداء مستغلين أحوال اللاجئين السوريين وحالات العوز والفقر التي تخيّم فوق مخيماتهم.
سماسرة الكلى
كشفت المجلة أن اللاجئين السوريين في مخيمات الجوار السوري، وتحديدا في لبنان، كانوا يعرضون كليتهم للبيع بأسعار تتراوح بين 12 ألف دولار و 15 ألف دولار، وأن غالبية المشترين كانوا من الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وبعض الدول العربية، إلا أن إزدهار ورواج هذا النوع من التجارة في السوق البشرية السوداء أدى إلى هبوط سعر الكلى الواحدة إلى سبعة آلاف دولار... وتتراوح عمولة "سمسار الكلى" بين ستمئة وسبعمئة دولار!.
تؤكد مجلة "درشبيغل" الألمانية في عددها الإسبوعي الجديد أن لبنان يؤمن أفضل الشروط للتجارة الدولية بأعضاء البشر. من ناحية أولى، دفعت أوضاع الحاجة والعوز التي تخيّم على أكثر من مليون لاجىء سوري إلى عرض أعضائهم البشرية للبيع، ومن ناحية ثانية يعيش في المنطقة عدد لا بأس به من الزبائن المرضى الأثرياء.... وتنقل "درشبيغل" عن خبير زرع الأعضاء في المنظمة الدولية للصحة في جنيف، الدكتور لوك نويل قوله:"إن لبنان هو المكان المناسب لإزدهار هذا النوع من التجارة البشرية!!
وإلى ذلك، تكشف المجلة الألمانية نقلا عن مصدرها في وسط إحدى منظمات التجارة بأعضاء البشر أن منظمته توصّلت في العام الماضي إلى بيع 150 كلية بشرية إلى زبائن أثرياء... وتذهب "درشبيغل" في متابعتها لهذا النوع من التجارة بأعضاء البشر، إلى أن عدد الكلى المزروعة بطريقة غير شرعية يتراوح سنويا بين خمسة آلاف وعشرة آلاف عملية.. بضاعتها التجارة البشرية السوداء... مواطنون يبيعون كليتهم، ليأكلوا!.
يصعب على المرء تقدير حجم وخطورة الكارثة الإنسانية التي حلّت بالشعب السوري بعد حوالي ثلاث سنوات من الحرب الداخلية الدامية. ربما كانت بعض الصور المتلفزة القصيرة التي تظهر حال الخراب والدمار في شوارع المدن السورية كافية لتبيان مؤشرات بسيطة على وقوع أكبر كارثة إنسانية في التاريخ المتمدن الحديث...
معالم هذه الكارثة الإنسانية بدأت مؤشراتها تظهر في المخيمات السورية المنتشرة في ألمانيا وفي أوروبا والعالم... إن ما توفّر من إحصائيات يكشف أن جيلا بكامله من الأطفال السوريين يعيش حاليا من دون مدارس ولا يتقن القراءة والكتابة، وأن جيلا بكامله من الشباب السوريين، إندفع في ظلّ العوز والحاجة إلى بيع أطفاله وأعضاء جسمه في سوق التجارة بالبشر!.
لقد تحوّلت "حال الطوارىء" التي يفترض أن تكون "إستثنائية" إلى نمط حياة تقليدية وعادية داخل المدن السورية. أدى غياب الطبابة إلى إنتشار وباء "شلل الأطفال"، وأدى غياب المدارس إلى إنتشار الأمّية والجهل، وأدى غياب الضمانات الإجتماعية والإستقرار الإجتماعي الطبيعي إلى الجوع والفقر والبحث عن مخيم في دول العالم.
هي كارثة أين منها كارثة فلسطين ومخلفاتها الإجتماعية والإنسانية. وحدها قوة الصدمة الإجتماعية وترداد تفاعلاتها اليومية تخفّف من حدّتها ومصيبتها. لقد كشفت نتائج الإحصائيات التي أجرتها مؤسسات وجمعيات الرعاية الإنسانية الألمانية داخل المخيمات السورية عن وجود "جيل سوري ضائع" يعيش اليوم من دون ضمانات إجتماعية وصحية ومن دون تعليم، لا يملك أكثر من حق الإندفاع بإتجاه المزيد من العنف.
غياب المدارس والعلم
تنقل دراسة أعدتها الطبيبة الألمانية كورنيليا شيفر من معهد "الشؤون الإجتماعية" في برلين، جانبا من أحوال العيش التي يرزح تحتها مجموعة من صبية إلتقتهم بالقرب من مدينة حلب. جاء في الدراسة أن عددا كبيرا من الصبية دون الخامسة عشر من عمرهم يعيشون تحت القصف المتواصل ويجهلون معاني المدرسة والعلم. جيل يعيش مع الوالدة منتظرا عودة الوالد (الذي لا يعرفه). الأخبار القليلة التي يلتقطها الشبان غير مؤكدة وهم يجهلون أسباب القتال وجغرافيا المعارك. وإلى ذلك، فإن أجواء الشحن النفسي وتعابير الحقد والكراهية هي السائدة، وهي تدفع دائما بإتجاه المزيد من العنف ومتابعة القتال.
وإلى ذلك، يكشف تقرير صادر هذا العام عن الأمم المتحدة حول "الأطفال في مناطق الحروب" عن جود حالات إغتصاب وتعذيب للأطفال لأسباب سياسية أو إنتقاما من أهلهم. ويشير التقرير إلى أن العديد من وفيات الأطفال أو جراحهم تقع داخل المنازل وتعود أسبابها إلى معارك الأحياء والشوارع، حيث لا توجد تفرقة بين المدنيين والعسكريين، وإلى حالات القصف المتواصل للأحياء السكنية.
يسجل تقرير الأمم المتحدة حول "الأطفال في مناطق الحروب" وقوع إصابات وحالات تشوّه وإعاقة جسدية بين الأطفال والسكان المدنيين بسبب إستخدام الأسلحة الكيميائية.
ويخلص تقرير الأمم المتحدة إلى نتيجة أن ربع سكان سوريا (نصفهم تقريبا من الأطفال) هم في حال الهرب الدائم والبحث عن ملجأ يحميهم من الموت، وإلى أن حوالي 10 بالمئة من سكان سوريا (نصفهم من الأطفال) لجأوا إلى ديار خارجها، وباتوا جيلا ضائعا، سواء في مخيمات أو عند أهل وأقارب، ما يعني أن جيلا سوريا بكامله، لا يعرف المدارس ولا يعرف وجهة لمصيره في ظلّ حالات التشنّج وإرتفاع وتيرة المعارك والنزاعات.
تجارة بيع البشر
الخطير والمخيف، هو ما نشرته مجلة "درشبيغل" في عددها الإسبوعي الجديد، حول إزدهار تجارة بيع أعضاء البشر بين أوساط اللاجئين السوريين، وكذلك أيضا، تنظيم هذه "السوق السوداء" المرعبة في خلايا وعصابات "مافيا" دولية تعمل على "الترويج" لهذه البضاعة الإنسانية في أنحاء العالم.
وتلفت الصحيفة الألمانية، إلى أن إزدهار هذا النوع من التجارة السوداء بين الشباب السوريين أدّى إلى هبوط الأسعار وإلى الدخول في "بورصة المنافسة التجارية"... هنا تنقل "درشبيغل" في عددها الإسبوعي الجديد أن سعر "كلى" لاجىء سوري هبط الأسبوع الماضي إلى النصف في بورصة بيروت... من 14 ألف دولار إلى 7 آلاف دولار!.
المجلة الألمانية دخلت إلى أوساط عصابة للتجارة بأعضاء اللاجئين السوريين، وتحدثت إلى منظمي ومروّجي هذا النواع من التجارة السوداء مستغلين أحوال اللاجئين السوريين وحالات العوز والفقر التي تخيّم فوق مخيماتهم.
سماسرة الكلى
كشفت المجلة أن اللاجئين السوريين في مخيمات الجوار السوري، وتحديدا في لبنان، كانوا يعرضون كليتهم للبيع بأسعار تتراوح بين 12 ألف دولار و 15 ألف دولار، وأن غالبية المشترين كانوا من الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وبعض الدول العربية، إلا أن إزدهار ورواج هذا النوع من التجارة في السوق البشرية السوداء أدى إلى هبوط سعر الكلى الواحدة إلى سبعة آلاف دولار... وتتراوح عمولة "سمسار الكلى" بين ستمئة وسبعمئة دولار!.
تؤكد مجلة "درشبيغل" الألمانية في عددها الإسبوعي الجديد أن لبنان يؤمن أفضل الشروط للتجارة الدولية بأعضاء البشر. من ناحية أولى، دفعت أوضاع الحاجة والعوز التي تخيّم على أكثر من مليون لاجىء سوري إلى عرض أعضائهم البشرية للبيع، ومن ناحية ثانية يعيش في المنطقة عدد لا بأس به من الزبائن المرضى الأثرياء.... وتنقل "درشبيغل" عن خبير زرع الأعضاء في المنظمة الدولية للصحة في جنيف، الدكتور لوك نويل قوله:"إن لبنان هو المكان المناسب لإزدهار هذا النوع من التجارة البشرية!!
وإلى ذلك، تكشف المجلة الألمانية نقلا عن مصدرها في وسط إحدى منظمات التجارة بأعضاء البشر أن منظمته توصّلت في العام الماضي إلى بيع 150 كلية بشرية إلى زبائن أثرياء... وتذهب "درشبيغل" في متابعتها لهذا النوع من التجارة بأعضاء البشر، إلى أن عدد الكلى المزروعة بطريقة غير شرعية يتراوح سنويا بين خمسة آلاف وعشرة آلاف عملية.. بضاعتها التجارة البشرية السوداء... مواطنون يبيعون كليتهم، ليأكلوا!.
No comments:
Post a Comment