الإعلان
السنة 33 العدد 2119 الثلاثاء 5 جويلية 2011
التونسي الذي نغص زيارة بن علي لسويسرا
ألم، معاناة، قمع، ظلم، استبداد، تهجير، تشريد..والقائمة تطول في وصف فنون الجور والطغيان الذي ساد البلاد وسلط على العباد من أجل كلمة حق تجرأ أحدهم على التصريح بها أو بسبب صوت علا بنادي بالعدل والحرية والكرامة..
فيا لسخرية القدر إذا تعرض مواطن تونسي لصنوف العذاب وتعدى الأمر ذلك ليطال الضرر أفراد العائلة، كل ذلك لما تجرأ بالتشهير بمساوئ النظام السابق ونقده ووضع الإصبع على مكان الداء ! فما كان جزاؤه إلا أحكام بالسجن أو النفي " الاضطراري" أو تحمل حياة الخوف والرعب والاعتداءات الفجائية.
بعض من هذه الممارسات حولت حياة احمد المناعي إلى جحيم حيث اجبر على تحمل مآسي الغربة وفرض الوضع على أسرته الخروج من البلاد متسللين خلسة عبر الجزائر.
انتهاكات لحقوق الإنسان
يروي أحمد المناعي قصته بكل حسرة وقد علا محياه الأسف على ما تعرض له في الماضي القريب بسبب انتماءاته الفكرية.
يقول المناعي أنه غادر البلاد سنة 1991 عندما اشتغل مع منظمة الأمم المتحدة وعند عودته تم القبض عليه وإيقافه مدة أسبوعين للاستنطاق لدى وزارة الداخلية فيما تعلق باتصاله ببعض الشخصيات الرائدة في مجال السياسة في تونس وأفاد المتحدث أنه تعرض خلال مكوثه في مقر الوزارة المعنية بالتحقيق معه إلى التعذيب ولانتهاكات جسدية يندى لها الجبين من شدة فظاعتها وشناعتها فهو لا يرغب حتى في مجرد التفكير أو تذكر ما تعرض له في تلك الأيام العصيبة وقال احمد أن ما تحمله من تعذيب تحمله ألاف التونسيين كذلك يعد أمرا وحشيا وصادما.
تهديدات وانتهاكات للحرمة الجسدية
وعلاوة على ذلك أكد احمد المناعي أن طبيبا يعمد لفحصه وتشخيص حالته ويعطي الإذن بإمكانية مواصلة التعذيب الذي لا يترك أثارا أو أضرارا واضحة على الجسد.
ومثال ذلك أن يمثل " الموقوف" لانتهاكات حرمة الجسد والضرب بالعصي والتعنيف المعنوي..وفضلا عن كل ذلك فإن العائلة لم تكن بمنأى عن ممارسات النظام السابق "الوسخة" حيث مورست عليهم صنوف عديدة من التعذيب وأولها التهديد فقد استهدفت الأسرة في الكثير من الأحيان خاصة بعد تلقي الأجهزة الأمنية القديمة الأمر باغتيالي.
وفي اوت 1992 ، يقول مصدرنا أنه كان خارج البلاد واضطر إلى مساعدة زوجته وأبنائه على الهروب من تونس عن طريق الجزائر بعد أن تلقت أطراف عديدة أموالا لتجاوز عراقيل الطريق.
"أرد الصاع صاعين"
إذ عمدت الأسرة إلى التنقل إلى عدة مناطق من الجمهورية للتمويه وتضليل من يلاحقهم من الأجهزة الأمنية حيث تعرضوا لمختلف المخاطر وواجهوا الصعاب وأمضوا ليالي في بيوت من عليهم أصحابها بالمبيت عندهم إذا حالفهم الحظ وليالي أخرى في مغاوير الجبال.
ويقول احمد المناعي انه خلال رحلة العمر المليئة بالمخاطر أسس جمعيات على غرار جمعية " تونس الديمقراطية سنة 1991 وفي سنة 1993 أسس اللجنة التونسية للمطالبة باستقالة الرئيس بن علي وذلك إثر مساندة الدولة التونسية أثناء أطوار محاكمة شقيق الرئيس المخلوع منصف بن علي حيث وفرت له الغطاء القانوني ومكنته من جواز سفر دبلوماسي وحدثنا احمد المناعي عن مسيرته النضالية بأطناب وقال أنه إذا ما خضع للإرهاب أو القمع فإنه يرد الصاع صاعين.
حيث أصدر في مارس 1995 كتابه"العذاب التونسي الحديقة السرية للجنرال بن علي" الذي شكل ضربة للنظام التونسي والرئيس "فقد تعاملت معه الصحافة السويسرية بكل جدية وكثيرا ما نشرت مقالات حوله وصاحبتها صور لي وللرئيس السابق" لمدة خمسة أيام وصادف أن زار بن علي خلال تلك الأيام جنيف وقد رافقته الفرقة القومية للفنون الشعبية وقد فضح الإعلام السويسري مساوئ نظامه وهو ما أدى لإقالته للسفير التونسي بسويسرا وإقصائه لرئيس الوكالة التونسية للاتصال الخارجي آنذاك..
وأضاف احمد المناعي انه بعد صدور كتابه بنحو سنة تعرض لأول اعتداء وكان ذلك عند عودته إلى منزله فقد هاجمه شخصان واعتدوا عليه بالضرب بأداة حديدية على رأسه وتركوه ملقى على الأرض..
علما وانه قد سبق التعنيف تهديد من خلال الهاتف وقد اطلع المتحدث على الأطراف التي ترمي لتصنيفه وتبين أنها من أنصار الحزب الحاكم آنذاك وأعيدت الكرة مرات أخرى..
و"قبل توفي الشخص الذي أمر بالاعتداء علي وملاحقتي طلب مني السماح وسامحته"
ويقول احمد المناعي أن لديه من المؤيدات ما يسمح له بتقديم قضية بالأطراف التي أضرت به خلال العهد السابق ولكنه لن يفعل لأنه يخشى الإضرار بميزانية البلاد من التعويض.
سلمى السعيدي
ملاحظة: ذكرت كل الأشخاص الذين تعاونت معهم في تأسيس الجمعيات المذكورة ، لكن الصحفية أهملت ذكرهم.
احمد المناعي
No comments:
Post a Comment