إجتِمَاع مكتب الإرشاد الدُّوَلِي للإخوان

 

إجتِمَاع مكتب الإرشاد الدُّوَلِي للإخوان ومِسْمَار النَّعْش الأخِير

السموأل راجي
الحوار المتمدن-العدد: 4158 - 2013 / 7 / 19 - 11:15
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

في الوقت الذي يقُوم فِيه مُتظاهِرُو ميدَان رابعة العدوِيّة بِــحَرق العلم الـمِصرِيّ ورَفع الرّايَات السّودَاء الـمُمَيّْزة لتنظِيم القاعِدَة ، وفي الوَقت الذي ينهَق البَعض من أعضاء الفرع التُّونسِيّ لِـتَنظِيم الإخوان الـمُسلِــمِــيـن ، وتحت رِعاية مُباشِرة من وِكالة الأمن القَومِيّ الأمرِيكِيّ ورقَابَة من جِهاز الإسـتِخبارات الأردُوغانِيّ التُّركِيّ ، إجـتَمَع في إسطنبُول بِتارِيخ 12/13/14 يوليو/تمُّوز 2013 أعضَاء مكتب الإرشَاد الدُّولِيّ في فُندُق هولِيداي إن (holiday inn) بالقُرب من مَطَار كـمَال أتاتُورك بِرئاسة الأمِين العامّ للتنظِيم الدُّوَلِيّ وصاحب العلاقات الوثِيقة بالـمُخابرَات البرِيطانِيّة (M.I.5) إبراهِيم مُنِير صاحب مُنتدى الوِحدة الإسلامِيّة في لندن والـمُشرِف العامّ على موقع رِسالة الإخوَان ، ومُقَرِّر الجلسَة هُو الـملياردِير التُّونسيّ راشِد الغنُّوشِي نائِب الأمِين العامّ للتّنظِيم الدُّولِيّ وعُضو اللّجنة الإستشارِيَّة الدّائِمَة وأحد أعضَاء لجنة الحُكمَاء الـمُنبَثِقَة عن إجتِــمَاع التّنظِيم الدُّولِيّ في 2008 والتي أقرَّت مكتب حرَكَة حمَاس إثر الخِلاف الدّاخِلِيّ إثر إغتِيال مُؤسِّسها والأمين العامّ الذِي تلاَه عبد العزِيز الرّنتِيسِيّ ، بقِيَّة الـمُـجْـتَـمِعُون هُــم : محمود حسين الإبياري، الأمين العام الـمُسَاعِد للتّنظيم العالمي، مصري الجنسية ، علي محمد أحمد جاويش، الـمُرَاقِب العامّ لتنظِيم الإخوُان السُّوداني ، إبراهيم المصري، المراقب العام لتنظيم الإخوان اللبناني (الجماعة الإسلاميّة)، وعضو مكتب الإرشَاد العالَميّ ، علي باشا عمر حاج، الـمُراقب العام لتَنظيم الإخوَان في القَرن الإفرِيقي ، محمد رِيَاض شَقفة، الـمُرَاقِب العَام لتَنظِيـم الإخوَان السُّوريّ ،محمد فرج أحمد، القِياديّ في تَنظيم الإخوان في كردُستان ،زِياد شَفيق مـحِـيـسَن الرَّاوِي، الـمُرَاقب في تنظيم الإخوان العِراقِيّ وهُو طبِيب معرُوف عاشَ لسنوات في لندن وكان مسؤُول الإتِّصال مع الإستِخبارات الأمرِيكِيَّة قَبل الإطاحة بِصدّام حسِين ، شِيخان عبدالرحمن محمد الدَّبْـعِـيّ، القِياديّ في تنظيم الإخوَان اليَمنيّ والـمُكلَّف السّابِق بالأفغَان العرَب من ذوِي الأُصُول اليَمَنِيَّة ، محمد الهلالي النائب الثّاني لرئيس حركة التوحيد والإصلاح الـمَغربيّة وتَـمّت مُراعَاة وضعِيّة إخوان الأردُنّ وعلاقتـهُم مع النِّظام الطيِّبَة .

ما تدَاولَتهُ وسائِل الإعلاَم بعد تسرِيب الوثِيقَة من أعوَان الـمُخابرات الـمصرِيَّة العامِلِين في الفُندُق أخفَى أكثَر مِــمَّا أعلَن ، فحصِيلة الإجــتِــمَاع تـمَحوَرت حول تكثِيف الإتِّصال بِـــــــــــــ"الأجهِزَة" لِتَسهِيل إدخَال عنَاصِر جِهادِيَّة وتسلِيحها من نَاحِيَة وتروِيج حَملَة عالـمِيَّة في أعتَى وسَائِل الإعلام لِفائِدة نِظام الإخوان الـمُطَاح بِــه ، لن نُنَاقِش هُنا الخُطّة التي نُشِرَت لِلإلتِفاف على إرادة 35 مليُون مِصرِي قالُوا كلــمَتِهِم في مُرسِي العيّاط ولكن الجانِب الخَفِيّ خطِير خاصّةً فِي ما يتعلّق بخُطّة إنقاذ إخوان سُورِيا وتسلِيحِهِم وأيضًا نجدَة نِظام عُمر حسن البشِير في السُّودَان وتوصِيات لِــراشِد الغنُّوشِي بالإنتِباه الحازِم للـمُعارَضَة التُّونسيّة "النَّشِطة" لِضرب أيّ مُحاولة تعبِئة شعبِيَّة للإطاحَة بإخوان تُونِس عِلْــمًا وأنّ إبراهِيم مُنِير كانَ بارَك تَصرِيحات الغنُّوشِي مُفتِيًا بعدم جواز الخُرُوج على الحاكِم وذلِك على هامِش مُؤتمَر حركَة البِناء الوطنِيّ في الجزَائِر بتارِيخ 16 يونية/حزِيران 2013 .

في مارس/آذار عام 2008 فَجَّر عُمدة لَندن السّابق كين لفنجستون مُفَاجَأة حينَـمَا كَشَف أنَّ جَــمَاعة الإخوَان كانَت ولا تَزَال تتلقَّى تَموِيلاً ماليًّا مِن جِـهَاز الـمُخَابَرات البِريطانِيّة بِــمَا فِي ذلِك روَاتِب قارَّة لِبعض قِياداتهِم اللاّجِئَة في لَندن ، ويقوم التنظيم الدولي بجمع المال وتكوين الثروات وهذا ليس بجديد علي التنظيم الدولي ففي عام 1955 قام عدد من الإخوان بزِيارة الـمَلِك فارُوق في مَنْفَــاهُ بِرُومَـا للتَّعَاوُن معًا ضِدّ نِظام الضُبّاط الأحرَار ودَعَّمَ آل سُعُود هَذا التحرُّك مالِيًّا و أكّد على الإرتِباط الوثِيق بين الأجهِزة الإستِخبارِيّة الإمبريالِيَّة الصّحفِي الشّهِير مارك كيتس الإنقلِيزِيّ فِـي كِتَابِه (العَلَاقَات السريَّة : التّحَالُـف البريطانيّ مع الإسلاَم السّلَفِـيّ) وذَكَر أنّ الـجَـمَاعة طالَــمَا تَلَقّت ولا تزَال تَـمْوِيلًا أمرِيكِيًّا كَبِيراً مُنذُ نِـهَايَة الخمسِينات وأنّه تَـمّ نَـقْل عَشَرات الـمَلَايِـين مِن الدُّولَارَات في فَترة السِتِّينَات إلى سَعِيد رَمَضَان صِهر حَسَن البَنَّا مُؤسِّس التّنظِيـم والـمعرُوف بعلاقاتِه الوطِيدة والتي إنكَشَفَت مع الـمُخابَرات البريطَانيّة والذِي إستضافَ عِصام العَطّار في ألــمَانِيا بعد فِراره مِن سُورِيا ومَــهَّد لَهُ طرِيق إدارَة ثروَة الجمَاعة ليتحوَّل إلى نائِب رئِيس التّنظِيم الدُّوَلِيّ، وإستَطَاع الإخوَان عَبْر هيكلتهِــم اللاّوطنِيّة شِراءَ عِدَّة شَرِكات عَالَـمِـيّة إذ تَمَلَّكُوا عَدَدٍ كَـبِـيرٍ مِن أسهُم شَرِكة ميتسوبيشي MITSUBISHI وشَركة دايو Daewoo بَعد أن تَعَرّضَت هذه الأخِيرَة إلى أزمةٍ مالِيّة سنة 1995 ، ثُـمّ قَامَت الجـمَاعَة بإنشَاء مُؤسَّسَة ماس بأمريكا ووضَعُوا فِـيـهَا أمْوَالَـهُم ثُـمّ قَامُوا بإنشَاء مُؤسَّسَة كُــبْــرَى تَـحْتَ إسـم مُؤسّسَة الشّبَاب الـمُسلِـم بِالوِلايات الـمُتّحِدة دُون أن نَــنْـسَى ذِكر الثّروَات الضّخــمَة التي جنَاهَا الإخوَان إبّان حرب أفغانِستان "الجِهاد" حيثُ كوّنُوا أولَــى مُعَسكرَات الأفغان العرَب بِقيادَة كَـمَـال السّنَانِيرِيّ زوج شقِيقة سَـيّد قُطب الـمُنَظِّر التّكفِيرِيّ ومسؤُول ملفّ الـمُجنّدِين في التّنظِـيـم الدُّولِـيّ للإخوَان والرّئِيس التّنظِيـمِيّ الـمُباشِر لِــــعبد الله عزّام الإخوانِي الأردنيّ من أصل فلسـطِينِيّ والأب الرُّوحِيّ لأسامَة بن لادن ، ومصدَر تِلك الثّروَات يأتِي من "الـمُساهمَات والصّدَقَات" التي كانَ يحُثّ عليها جمَاعات فتوَى الحِلف الأطلسِيّ وأيضًا من بيعِ السِّلاح الـمُسـتَعمل ، ويذكُر العالَــم تصرِيح وزَارة الخِزانة الأمرِيكِيّة في أوائِل 2002 الذي جاء فِــيه أنّ بَــنْــكَــيْ "التّقوَى" و"العقِيدة الدُّولِيّ" إضافةً لِــمجمُوعة الصّفَا الـمَالِيّة والتي تتّخِذ من جَزِيرَة ناساو Nassau في الباهامَاس مقرًّا لهَا مُشارِكَة في تَــموِيل جبهة الإنقاذ في الجَزَائِر والنّهضَة التُّونسيّة وتشكِيلات تتبَع القاعِدَة في القَرن الإفرِيقِي يرعَاهَــا علي باشَا عمر الحاج الحاضِر جنْبًا إلى جنب مع الغنُّوشي في إجـتِـمَاع إسطنبُول.

الـمُجتـمِعُون في إسـطنبُول سادتـهُم الهستِيرِيَا والإرتِباك خاصّة بعد الحَجز على أموَال إخوان مِصر وفِقْدَان الدّعم القَطَرِيّ بإنقِلاب الإبن تمِيم على أبِيه حَمَد وحتّى قنَاة الجزِيرة سُرعان ما تُفتَكّ من سُلطَة حمد بن جاسِـم ويُقضَى على الدّعم الإعلامِيّ ، سادَ الغضَبُ نتِيجَة تخلِّي الإمبريالِيّة عن تسلِيح تشكِيلات الإخوان في سُورِيا [الجيش الحُرّ] بعدَ إفتِضاح العلاقَة بينهَا وبين القاعِدة وحتَّى تُركِيا لم تعُد قادِرة على تحمُّل التّكالِيف بحُكـم أزمـتِـهَا الإقتِصادِيّة والإجـتِمَاعِيّة الدّاخِلِيّة ، توصِية تُونِس الوارِدة في محضَر جلسة الإجـتِـمَاع ينُصّ على تقدِيم تنازُلات للـمُعارَضَة بِـمَا لا يتهدّد حُكم فَرع الإخوَان في تُونس مع ضَبط خُطّة للحيلُولَة دُون إنطِلاقَة حِراكٍ شعبِيٍّ جَارِف ورَفع شِعار الشّرعِيّة وهي نفسُها التّوصِيَة الخاصّة بالسُّودَان.
تنظِـيـمَات مصالِح أشبه بالـمَافِيَا مُخترَقَة للنُّخَاع محكُومَة بِدورِهَا بِـمنطِق من يدْفَع أكثر ويُسهّل الوُصُول للسُّلطَة فهُو الإلاه سواء كانت أمرِيكا أم ربِيبتها الصّهيُونِيّة ، مجمُوعة رِجال أعمَال مشبُوهَة إجتـمَعَت تحت أعيُن أجهِزة العالَـم الأمنِيّة لِتُقَرِّر مصائِر شُعُوب وأوطَان لا يَحِقّ لَـهَا التّواجُد لا في السُّلطَة ولا على أراضِي تِلك الأوطَان بعدَ فِقدَان جدَارتِــهِم الوطنِيّة ، وطاولتهم المُـستطِيلة في فندق هاليداي إن شهِدَت رقَصَات دِيَكَةٍ ذبَحَــتْـهَا الإمبريالِيّة بعد أن لَعِبَت بِــهَا كوَرَقَات وفزّاعَات ومشرُوعهم التّخرِيبِيّ لن يمُرّ كـمَا صرَخَت بذلك حناجِر جمَاهِير شعب بلد الـمُرشِد.