Search This Blog

Sunday, September 22, 2013

Hayat Attia: Le prix des armes chimiques? Le prix de la syrie?




ثمن الكيماوي؟ ثمن سوريا؟


د. حياة الحويك

  خلال الاجتماع السنوي للوكالة الدولية للطاقة النووية في فيينا، يوم 20 ايلول.استطاعت الولايات المتحدة وحلفائها افشال مشروع اممي لاخضاع الاسلحة النووية "الاسرائيلية" للمراقبة الدولية، المشروع قدمته ايران بمساندة عُمان "لحمل اسرائيل على الامتثال بمعاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية ووضع كافة منشآتها تحت رقابة شاملة للوكالة." نتيجة التصويت كانت 43 دولة مع المشروع مقابل 51 ضده وتغيب 32 دولة.
لم ينفع مع المعترضين القول بان الجيش العراقي، بل والعراق قد دمّر بدعوى اسلحة الدمار الشامل، الدعوى التي ثبت فيما بعد كذبها. ولم تستطع مطالبات الكثيرين بمن فيهم مصر مبارك لاخلاء المنطقة كلها من اسلحة الدمار الشامل.
اليوم يتخذ السوريون قرارا بتدمير ترسانتهم الكيماوية ، ولا يمكن لعربي واحد ان يكون سعيدا بتدمير اي سلاح يعتبر نقطة قوة في معادلة التوازن الستراتيجي مع اسرائيل. لكن سؤالا ينبع من خلال حجب الحزن والقهر العربيين: هل يمكن ان يؤدي هذا الموقف الى طرح الموضوع الاسرائيلي من جديد وتجاوز فارق الثمانية اصوات في اجتماع  20 ايلول؟
يقول المثل الشعبي: كل شر وفيه خير والعكس. فيما يعكس ثقافة بعيدة عن المانوية التي كان اخر من تبناها المحافظون الجدد في اميركا : شر وخير، ابيض واسود ولا منطقة بينهما. فهل سيمكن ان نجد تلك المسافة الرمادية في العبور الاقوى الى طرح ادخال النووي والكيماوي الاسرائيليين الى مظلة مراقبة وكالة الطاقة الدولية؟
سؤال جاء الجواب عليه من مجلة "فورين افيرز" (عدد 19 ايلول 2013) التي نبهت الى ان مصير الاسلحة الكيماوية والنووية "الاسرائيلية"  لم يغب عن بال روسيا وسوريا وقالت : "قالها الرئيس الاسد بوضوح ومر عليها عابرا الرئيس الروسي بالدعوة الى ترابط مسألة تخلص سورية من ترسانة اسلحتها الكيميائية مع اسلحة الدمار الشامل لدى اسرائيل،" وعليه اعتبرت الدورية الاميركية ان الاتفاق الاميركي الروسي يشكل " نبأً عظيما لاسرائيل .. لما يوفره من اطار للتخلص من اسلحة سورية الكيميائية" ولكنها اعتبرت، في الوقت ذاته ان هذا التحول يشكل احراجا للدولة العبرية حيث "اضحت سياستها في الصمت والكتمان والغموض،حول حقيقة ترسانتها الكيميائية والنووية، تشكل عبءاً سياسيا عليها" واضافت فورين افيرز انه لم يعد "من مبرر لحاجة اسرائيل لاسلحة كيميائية بالمطلق". فيما يعني تمهيدا لجعل الاتفاق الدولي يشمل اسرائيل على طريق تخليص منطقة الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل.
العودة الى فورين افيرز لا تعني اننا لم نسمع ذلك من الطرفين المذكورين، لكن صدور التعليق عن دورية انكلوساكسونية ستراتيجية عسكرية رصينة جدا،تصدر عن مجلس العلاقات الخارجية الاميركية  يعني الكثير.
معادلة الكيماوي السوري في مقابل الكيماوي الاسرائيلي تنقلنا الى سؤال حول معادلة اخرى: النووي الايراني مقابل النووي الاسرائيلي. وهنا ننتقل الى ايران حيث لا بد لنا ان نلحظ ان وصول روحاني الى السلطة لم يكن صدفة ديمقراطية، حتى ول كانت الانتخابات نزيهة مئة في المئة ، لان اللعبة الانتخابية لا تحبك في صناديق الاقتراع بل قبل الوصول اليها. واذا كانت ايران قد حبكتها هكذا، فانما لمعرفتها بان مرحلة جديدة ستبدا في العلاقات الدولية وبالتالي الشرق اوسطية. وهذا ما اكد عليه تشكيل الفريق الرئاسي. لياتي فيما بعد كلام روحاني عن شفافية المشروع النووي واستعداد بلاده للتعون مع الوكالة الدولية وفق هذه الشفافية ، ليعزز امرين: الاول مصالحات ما، ستعقد عبر صفقات ما. والثاني فتح باب اوسع للمطالبة باخلاء الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل. اي اسرائيل. ( لاننسى ان ايران هي التي قدمت المقترح في فيينا)
فهل يعني كل هذا ان مكسبا ما سيتحقق من خلال الخسارة الجسيمة السورية؟   
هل يعني ان رياح التغيير التي بدات من قطر ، باتجاه الاعتدال عبر تغيير الوجوه ، هي نفسها التي بلغت ايران بالطريقة نفسها ولكن باسلوب اخر يتناسب مع الفرق بين امارة مطلقة ودولة ديمقراطية الثابت فيها هو ولاية الفقيه؟ وهل يمكن ان تتوقف هذه الموجة عند الدولتين؟ ام انها ستكون سمة الحل السوري وربما تغييرات تتعاقب تباعا في معظم الدول الاقليمية الاخرى لترسم وجها جديدا للمنطقة؟ وجها قد يتناسب مع يالطا الجديدة التي ترسم بعد انهيار النظام العالمي الجديد الذي برز عام 1990 وبروز نظام اخر جديد يذكرنا بقول السياب : الليل يجهض فالحياة شيء يكون او لا يكون!!
المؤلم ان الليل لم يكن الا ليلنا نحن العرب ، نحن من دفع ثمن النظام الاول  بدمار العراق ونحن من يدفع ثمن الثاني بدمار سوريا. والمعول دائما هو العرب الاخرون تضرب به يد القوى الضاربة حتى ينكسر هو ومن يضربه.  

No comments: