Search This Blog

Sunday, September 08, 2013

De nouveaux obstacles à l'agression américaine contre la Syrie

 

.بعد قمة ال 20

 ... عوائق اضافية تمنع العدوان الاميركي على سورية

8 septembre 2013, 22:09
كتب العميد د. امين محمد حطيط في جريدة الثورة \دمشق في 9\9\
2013
بعد قمة ال 20 ... عوائق  اضافية تمنع العدوان الاميركي على سورية .
عندما خابت  الامال الاميركية و الخطط التي وضعت في  حزيران 2013 ، لاعادة التوازن  الى الميدان السوري – كما رغبت جبهة العدوان على سورية  – قررت اميركا و بتحريض و تمويل سعودي ان تتدخل بنفسها عبر التهديد بعمل عسكري صاعق تدمر فيه قدرات الجيش العربي السوري ما يفتح الطريق الى  تحقيق اغراض الحرب الكونية التي خططت لها اصلا عبر اسقاط سورية و تدمير جيشها و ما يملك  من الاسلحة الاستراتيجية الاساسية ، و اختلقت للامر ذريعة زائفة كاذبة اسمتها "استعمال السلاح الكيماوي من قبل الدولة ".
و عندما تهيئت اميركا للعدوان و همت بالشروع بتنفيذه اصطدمت بعقبات و عوائق لم تكن  من الطبيعة التي يمكن تجاوزها بسهولة ،حيث واجهت قوة ردعية للمدافع لا يمكن تخطيها و وقفت على تردد و احجام من قبل من كانت تعول عليهم لانشاء تحالف دولي يعينها على عدوانها ، ثم اصطدمت بعقبة العجز عن  التحكم بمسار المعركة زمانا و مكانا ما جعلها تناور و تتراجع بحثا عن طرق لتحقيق اهدافها دونما ان يكون هناك مجازفة و خسارة .
 و من اجل تذليل العقبات – التي ان استمرت قائمة ستجعل اميركا عاجزة عن تنفيذ تهديدها – رات اميركا ان تكسب وقتا اضافيا تعالج فيه  العوائق تلك ، فكانت مناورة احالة مشروع العدوان على الكونغرس الاميركي ما يكسبها حوالي 3 اسابيع من الزمن ، بدأت باستغلالها في معالجة تلك الصعوبات في سلوك يبدو بعضه غير مألوف في سلوكيات المنازعات و الحروب ، حيث ان اميركا و مع محاولات مسؤوليها اقناع اصدقائها و اتباعها  بالانضمام اليها في حربها (  معالجة لثغرة فقدان الحلفاء ) اتجهت الى التضليل و البناء على تمنيات و اوهام لتعالج الثغرتين الباقيتين ، فادعى اوباما و تبعه ووزير خارجيته بانه " يعتقد ان سورية لن ترد على الضربة الانسانية ( اي العدوان ) لان في الرد تهورا " و ان هذه "الضربة ستنتهي سريعا حالما تحقق اهدافها الجراحية " و لن يكون في اغراضها اسقاط النظام "( و كانهم قادرين على ذلك و هم يتعففون )، ثم راحوا يبلغون هذا او ذاك من الدول المجاورة بان الحرب لن تصلهم بتداعياتها ، و لكن غاب عن هؤلاء المنفصلين عن الواقع ان سورية اعلنت صراحة انها ستدافع عن نفسها ، و ان حلفاءها اكدوا بان الحرب على سورية ستشعل المنطقة و ان احدا لن يتمكن بمفرده وضع حد لها ، و بالتالي يبدو انه غابت عنها حقائق و وقائع ليس اقلها ما يلي :
1)    تستطيع اميركا ان تطلق صواريخها من البر و البحر و الجو ، لكنها لا تستطيع ان تضمن تحقيق اهدافها من ذلك ، خاصة و ان قوة المدافعة عن سورية تملك من قوة الدفاع السلبي و الايجابي ما يجعلها تحد من خسائرها خاصة و ان لديها منظومات اعتراض صاروخي فاعلة يجعل من تأثير الصواريخ الاميركية منخفضا مهما طال القصف و تكثف .
2)    تستطيع اميركا ان تستهدف مركزا عسكريا هنا او مركزا عسكريا هناك ـ لكنها لا تستطيع هي و اسرائيل ان تمنع اطلاق الاف الصواريخ على كل المراكز و القواعد العسكرية و الاستراتيجية لاميركا في المنطقة خاصة ما بين الخليج في الشرق و المتوسط في الغرب و ما بين تركيا في الشمال و اليمن في الجنوب ، و اذا كان في بنك الاهداف الاميركية 150 هدفا كما اشيع ( او 50 هدفا كما روجوا بعد التخفيض ) فان لدى القوى المدافعة عن سورية بنك اهداف يتجاوز ال 400 هدفا استراتيجيا كبيرا يمكن مشاغلته على مدار الساعة .
3)    تستطيع اميركا ان تطلق نارا من خارج حدود سورية ، لكنها لن تستطيع اجتياز الحدود بقوات برية في ظل وضع ميداني معقد في سورية حيث يوجد من القوى الرسمية و الشعبية المسلحة ما يزيد عن 700 الف مقاتل ، يواجهون جماعات مسلحة و ارهابية تصل الى 150 الف مسلح و  ارهابي ، و اميركا تعلم ان ما حدث في كوسوفو او في ليبيا من اقتصار العمل على تدخل ناري جوي و بحري لا يمكن ان يتكرر في سورية مع وجود هذا القدر من القوى المدافعة ، ففي ليبيا لم يكن هناك جيش بالمعنى الاحترافي للكلمة و لم تكن التشكيلات المسماة جيش ليبي لتتعدى ال 10 الاف رجل و مع هذا اضطر المعتدي للاستمرار بعمله الناري هناك لمدة شهرين شارك فيها الحلف الاطلسي كله و معه دول اخرى ( ادى الى قتل 150 الف ليبي ادعت اميركا انها جاءت لانقاذهم ، و كان قتل قبل التدخل الاطلسي 7 الاف ليبي من مدنيين و عسكريين و متمردين ).
4)    تعلم اميركا انها تواجه في سورية و معها محور المقاومة قوى تتقن العلم العسكري و فنون الدفاع ، و تعرف ان الدفاع الناجح يتجه و من غير تشتيت القوى الى منع تحقيق اهداف الهجوم العدواني ، و بالتالي و بعد ان حدد  اوباما صراحة اهداف العدوان بانها المحافظة على امن اسرائيل و المحافظة على استمرار تدفق النفط ، فان الدفاع لن يكون عاجزا عن افساد الاهداف الاميركية خاصة و ان القوى المدافعة تملك من القدرات ما يمكنها من تحقيق اغراض الدفاع بكل تأكيد.
5)    تعلم اميركا ان خصومها يملكون من القدرات الميدانية و الشعبية ما يمكنهم من ايلام حلفائها و عملائها و من الانظمة السياسية التي تلهث وراء تنفيذ العدوان ، لان هذه الحرب ان وقعت لن تكون في حدود الزمان و المكان و الطبيعة و المدى الذي تحدده اميركا ، و للمدافع ان يختار الميدان و الاسلوب و الوسيلة التي في استعمالها تلحق الالم و الضرر بالمهاجم الى الحد الذي يشعره بان متابعة العدوان ستكون من غير جدوى و انها ستكون ذات ثمن لا يمكن ان يتحمله.
اعتقد ان اميركا تعلم كل ذلك ، و هذا ما جعلها تهدد بالعدوان دون ان تنفذه حتى الان ،امتناع كان اصلا بسبب قوة الردع الفاعلة التي تمتلكها سورية و حلفاؤها و ، و قد راهنت اميركا على تفكيكها ففشلت ، و حاولت توفير حلفاء اضافيين لها فتعثرت ، و حاولت التضليل حول سبب الحرب و اهدافها و مداها فاخفقت ، ثم  انها و اضافة الى ما ذكر من عقبات ،باتت تواجه مستجدات دولية و متغيرات تضيف عقبات اخرى حيث   ان اوباما وقف في الاسبوع الاخير على حقائق جديدة وجدها امام ناظريه ساطعة سواء في قمة ال 20 في روسيا او في جولته حول العالم او في اميركا ذاتها و هي كلها من طبيعة واحدة تؤكد  القول "لا للحرب العدوانية على سورية "، و قد شكلت تلك الصور عوائق اضافية امام تنفيذ القرار الاميركي بالعدوان خاصة لجهة :
1)    ما لمسه اوباما من انقسام في مجموعة ال 20 حول قراره بالعدوان ، و انقسام لا ينفيه  خداع اميركي و ادعاء بان 11 دولة ايدت العدوان ، حيث ان الحقيقة انه من اصل 20 عضوا لم يكن الى جانب اوباما في سان بطرسبرغ و مستعدا للمشاركة في العدوان الا اربعة  دول هي فرنسا و تركيا و السعودية و استراليا و ايدته ثلاث دول  ، و رفضه  من يمثل 2\3 سكان العام ، و كان لرفض امين عام الامم المتحدة و بابا الفاتيكان و قيمة معنوية هامة تقول لاوباما "ان حربك على سورية غير مشروعة و فعلك ضدها سيكون عدوانا " لا نرضى به .
2)    ما لمسه اوباما من خوف حقيقي على مصالح اميركا و المصالح الاقتصادية لحلفائها ، خاصة في المجال النفطي و لجهة حركة المرور في ممرات الشرق الاوسط طيلة فترة العدوان التي قد  تمتد الى مدى لا يعلم اخره – ان وقع العدوان – و هذا ما سيجعل الاروبيين بصورة خاصة يقفون  من اجل مصالحهم في موقف حاد ضد العدوان لا يمكن لاوباما ان يتجاوزه .
3)    ما لمسه اوباما من كلفة مالية للعدوان ، و من تردد بعض دول الخليج في تمويلها بعد ان كانت تعهدت بذلك ثم تراجعت تحت وطأة منتغيرات داخلية و دولية شتى ، و ان المواطن الاميركي الذي لا زال يئن من عبء ال 800 مليار دولار التي تحملها نتيجة حروب عدوانية عبثية خاسرة خاضتها اميركا خلال العقدين الماضيين لا يبدو انه مستعد لتحمل المزيد من الانفاق خاصة و ان لا افق لهذا الامر و لا مردود ايجابي له عليه .
4)    ما لمسه من انقسام في المجتمع الاميركي حول العدوان ، و هو رغم كل اضاليله الاعلامية لم يستطع حتى الان ان يحظى على الاغلبية الشعبية المؤيدة لقراره ، و لذلك وعد بالتوجه للشعب الاميركي في خطاب مباشر غدا – الثلاثاء – لتبرير عدوانه و محاولة تغيير اتجاه الراي العام الرافض له ، و قد كانت نتيجة تصويت لجنة الشؤون الخارجية و الامن في الكونغرس رسالة قوية لاوباما رغم ان 10 فقط وافقوا من اصل 18 عضوا ، ما اخاف اوبما من النتيجة في مجلس النواب لاحقا ، الى الحد الذي جعل الكل يتوقع عدم الموافقة .
و على هذا الاساس و بعد ان بات اكيدا و في فهم العالم كله و يقينه  ان اي عمل عسكري تقوم به اميركا ضد سورية انما هو عدوان واضح من غير نقاش ، و ان سورية اعدت للامر ما يناسبه للدفاع عن نفسها  لمنع العدوان من تحقيق اهدافه ، مهما كان حجم العدوان و مداه ، و هي لم و لن تخدع بالحيل التضليلية التي يروجها المعتدي من قبيل القول بالحرب المحدودة " و عدم المس بالنظام " و ما اليه ، فانها ترى ان العدوان هو العدوان و ان الرد الدفاعي عليه لن يكون محدودا في اي حال ، و مع ظهور  عوامل دولية و اميركية اضافت للعوائق الاصل – قوة الدفاع – عوائق اخرى حيث  باتت اميركا تواجه   قوة ردع تبديها سورية و حلفائها ليس بالسهل تخطيها ، و قوة كبح دولية و داخلية تشكل لجاما يمنع اوباما من تنفيذ تهديده ،  يكون من المنطقي القول ان العدوان لن يقع ، اما اذا حلت ساعة التخلي و ارتكب اوباما حماقة في لحظة جنون فستكون على نفسها جنت  براقش ، و عندها ستكون  لمحور المقاومة فرصة تسجيل نصر جديد يضاف الى سجل انتصاراته . 
                                                                                     د. امين محمد حطيط 

No comments: